سيكون الحديث إن شاء الله عن موضوع هام وهو تأثير النينو واللانينا على موسم الأمطار الصيفية في الجزيرة العربية
وغالبا الصيف الذي يشهد نشاط النينو يكون أقل حرارة وأمطارا
ليس جديدا أن تأثير المحيط الهادئ في باقي أجزاء السنة تم إثباته عن طريق البحوث والدراسات بما لا يدع مجالا للشك
الحديث الآن عن الفترة الصيفية التي تشهد ابتعاد المنخفضات عن المنطقة نتيجة تعامد الشمس على مدار السرطان وسط الجزيرة العربية
أولا يجب أن نعلم أن ظاهرتي النينو وهي ارتفاع في حرارة المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ أو اللانينا وهو انخفاض الحرارة أكثر من المعدل المعتاد غالبا تبدأ في التطور من شهر ابريل وحتى يونيو وفي كثير من الأحيان حتى اغسطس " يصادف فصل الصيف " ولا تصل قمة نشاطها إلا في الفترة من اكتوبر وحتى فبراير
بمعنى أنه من غير المنطقي الحديث عن تأثير هذه الظواهر صيفا وهي ما تزال في طور النمو والنشاط وفي وقت تشهد فيه المنطقة أساسا ابتعاد المنخفضات الجوية
لو فعلنا ذلك سنظلم أنفسنا ولن نصل إلى نتيجة صحيحة
ودائما أقول أن فهم طبيعة هذه الظواهر وكيفية تأثيرها هي الأهم وهي الخطوة الأولى ، البعض يتحدث ويحاول إطلاق الأحكام وهو يفتقد أقل المعلومات ومنها على سبيل المثال متى تبدأ النينو في النشاط ومتى تصل قمة النشاط " حيث تظهر النتائج "
السواد الأعظم من حالات النينو واللانينا يبدأ في نهاية الربيع ويتطور صيفا الأمر الذي يمنع من ظهور النتائج ويؤدي إلى تأخيرها حتى الخريف والشتاء
لذلك من الصعوبة التوقع للفترة الصيفية وهي غالبا ذات نمط واحد من حيث معدلات الأمطار ووقتها ونطاق تأثيرها وهي المرتفعات
لكن هناك حالات تظهر بها نتائج النينو واللانينا صيفا وهي قليلة عموما وذلك في حالات النشاط القوي الذي يحدث مرة كل بضع سنوات
موسم 1997 حالة قوية جدا من النينو
هذا النشاط القوي والمبكر ساهم في اقتراب التيار الغربي صيفا من المنطقة كما نشاهد بالون الأزرق شمال المملكة الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع الضغط السطحي " حرارة أكثر إعتدالا " وبالتالي ابتعاد الرياح الرطبة التي تحتاج إلى ضغط منخفض يقوم بجذبها داخل الجزيرة العربية " أمطار قليلة للمرتفعات "
العكس حدث في الموسم التالي 1998
حالة قوية من اللانينا نشطت مبكرا
نشاط اللانينا سيؤدي إلى إبتعاد التيار الغربي صيفا وهي النقطة السلبية في الخريف والشتاء وظروف مناسبة لتقدم الرياح الرطبة " صيف أكثر حرارة وأمطارا "
شذوذ الضغط العلوي نركز شمالا ونلاحظ ضغط أعلى من المعدل
2010 نشاط قوي و " مبكر " للانينا وهو الأهم
التيار الغربي بعيد أيضا عن المنطقة وهو الصيف الذي شهد أمطارا غزيرة في بعض المناطق وسط الجزيرة العربية إضافة للمرتفعات
عادت النينو من جديد 2015 والحديث عن الحالات القوية التي تبدأ في وقت مبكر
الضغط العلوي ومرة أخرى نلاحظ اقتراب التيار الغربي " باللون الأزرق " شمال افريقيا وشمال غرب المملكة
أنبه أن الفترة التي تم دراستها في هذا الموضوع من يونيو وحتى أغسطس
إذا نستطيع القول أن نتائج النينو واللانينا " صيفا " تظهر مع النشاط القوي فقط وهي حالات قليلة كل بضع سنوات
وغالبا الصيف الذي يشهد نشاط النينو يكون أقل حرارة وأمطارا
والعكس مع اللانينا صيف أكثر حرارة وأمطارا
لكن كما ذكرت في السابق فإن أمطار الصيف غالبا تأخذ نمطا واحدا في أغلب السنوات من حيث المعدلات ونطاق التأثير والفترة الزمنية
بالنسبة لي شخصيا لم أذكر في مناسبة سابقة أن نشاط النينو القوي يسبب الأمطار الغزيزة بإذن الله في كل فترات السنة
ولكن أقول يجب فهم طبيعة هذه الظواهر الجوية وكيفية تأثيرها بشكل علمي بعيدا عن أي شيء آخر
والله أعلم